كيف نحمي المرأة من الصحويين والدعاة الحزبيين؟

د. إبراهيم بن عبدالله المطلق

كيف نحمي المرأة من الصحويين والدعاة الحزبيين؟

د. إبراهيم عبدالله المطلق

تطرق بعض الكتاب للجهود المبذولة في استغلال المرأة دينياً لتدلي بدلوها في العمليات الإرهابية ولتكون قنبلة موقوتة تفجر حينما يحتاجها الإرهابيون ولتكون استشهادية – انتحارية – للانتقام من العدو المعتدي ولتساهم في تحرير الأقصى؟!! كم هو الحال بمجاهدات بعض المنظمات الجهادية هناك.
نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم لم يأذن للمرأة بالمشاركة بالقتال والجهاد في سبيل الله تعالى مع العدو في معيته وعصره المبارك فحينما سألته عائشة رضي الله عنها هل على المرأة من جهاد أجابها عليه الصلاة والسلام بقوله: (المرأة عليها جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة).

بل إن دين الإسلام حرم على قيادات الجهاد الإسلامي قتل المرأة فكيف تجند وتفخخ لتفجير المنشآت وقتل الآمنين وترويع البشرية؟

ذكر صاحب مذكرة التنظيم السري العالمي بين التخطيط والتطبيق في سياق التركيز على المرأة في المحاضن الحزبية قوله: لقد بدأ الحزبيون يركزون على النساء في السنوات الأخيرة فظهرت الرسائل والكتيبات الخاصة بهن والتي هي من تأليف قادة الصحوة وغيرهم ممن يسيرون في فلكهم، كبداية في تثقيفهن وجذبهن للمشاركة والاندماج في تيار الصحوة الذي يسير تحت قيادة التنظيم السري، وإلى جانب ذلك خصصوا لهن محاضرات كثيرة لتوجيههن التوجيه المباشر ولرفع مكانتهم لديهن وسجلت المحاضرات وانتشرت عن طريق الشريط إلى النساء في عقر دارهن فظهرت مجموعة أشرطة لقادة الصحوة فلا يكاد يخلو شريط من أشرطتهم أو بعضها إلاّ وفيه توجيه أو دعوة للمشاركة بل وحتى دعوة إلى التهييج والإثارة. جاء في شريط أحدهم قوله: (وهذا يبرز مسؤولية القادرات من اخواتنا وبناتنا بوجوب وجود قيادات نسائية معروفة على كافة المستويات فلا بد في ان يوجد في المدرسة قيادة، وفي نطاق التعليم قيادة، وعلى مستوى البلد قيادات، بل وعلى مستوى الاقليم قيادات، وهذا وان كان واجباً في كل بلاد الإسلام إلاّ أنه في هذا البلد أسهل وأيسر فلا يزال الميدان مكشوفاً).

هنا تأكيد على ضرورة وجود امرأة قيادية. وهو ما تحقق في مجتمعاتنا العربية مع الجهود المبذولة وعلى جميع الأصعدة من قبل مريدي هذا الشيخ في تحقيق هذا التنظير.

طبق هذا التوجيه غاية التطبيق وظهرت هذه القيادات على كافة المستويات والمجالات التي تتعلق بالمرأة في المدرسة وفي مجال التعليم بصفة عامة وفي حلقات تحفيظ القرآن الكريم وجمعيات البر النسائية وفي المحاضرات النسوية التي تعقد في الجمعيات وغيرها وبعض المشايخ الذين تصدروا للتيارات الحزبية لديهم من المعلومات والأدلة ما يكفي.

تساؤلي هنا ما الحاجة إلى المرأة القيادية؟ وهل نحن نخطط للخوض في معركة كبيرة جداً للمرأة دورها الهام فيها ولابد من قيادية لتتولى التوجيه لبنات جنسها حذراً من الاختلاط الممنوع في شريعتنا أم ماذا؟

في الختام، لا يفوتني ان أنبه إلى أمر هام وخطير وهو ان مركز دعوي رسمي في إحدى المدن الكبرى بدأ منذ عام 1413ه وإلى اليوم بإعلان محاضرات خاصة بالنساء عامة من يلقيها دعاة حزبيون وهو نوع من التحايل على الأنظمة حينما رفضت الجهات الرسمية الاذن لهم بممارسة النشاط الدعوي.

جريدة الرياض – الخميس 22 ذي الحجة 1427هـ – 11 يناير 2007م – العدد 14080.


شارك المحتوى: