كلام الشيخ عبدالله العبيلان حول فتوى القرضاوي في تحريم زيارة المسجد الأقصى

عبدالله بن صالح العبيلان

كلام الشيخ عبدالله العبيلان حول فتوى القرضاوي في تحريم زيارة المسجد الأقصى

قال المتصل:

بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

ففي يوم الأحد الموافق الحادي عشر من شهر ربيع الآخر لعام ثلاث وثلاثين وأربعمئة وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وعبر الهاتف توجهنا بالسؤال التالي إلى شيخنا أبي عبد الرحمن عبد الله ابن صالح العبيلان حفظه الله تعالى:

شيخنا حفظكم الله ما قولكم بفتوى القرضاوي بتحريم ذهاب المسلمين للصلاة في المسجد الأقصى ؟- حفظكم الله –

يجيب الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

من المتفق عليه بين المسلمين أن الصلاة في المسجد الأقصى هي من العبادات التي أمر الله عز وجل بها ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم

قد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ” وعدّ منها عليه الصلاة والسلام ” المسجد الأقصى “

ومن المعلوم أن المقصد من خلق العباد هو عبادة الله ، قال تبارك وتعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلى ليعبدون )) ، ولا يجوز تعطيل العبادات بالرأي ، وقد صلّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد الأقصى قبل فتحه ، وشدّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم الرحل إلى مكة وكانت تحت سلطة كفار قريش ، وصلى المسلمون إبان تسلط الصليبيين على المسجد الأقصى – صلى المسلمون فيه – ولا أعلم أحدا من علماءالمسلمين أفتى بتحريم شد الرحل إليه بأنه تحت سلطة النصارى ، بل إن شد المسلمين الرحل إلى المسجد الأقصى هو من أسباب حفظهم على استعادته من اليهود – وهذا ما لا يريده اليهود –

ومن هنا نعلم أن الدافع لهذه الفتوى هو دافع سياسي وليس دافعا شرعيا مبنيا على الدليل من الكتاب والسنة ، ولم يرد في سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنع من الصلاة فيه في أي حال من الأحوال .

والغريب أن الرافضة وأشباه الرافضة يشدّون الرحل في كل عام مرتين أو ثلاث أو أكثر إلى النجف وكربلاء ويشد بعض الجهال في مصر و في غيرها الصلاة في مسجد البدوي وغيره ولم نكن نسمع من القرضاوي تحريما مع العلم أن الدليل فيه بين وواضح في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وعلى كل حال فتاوى القرضاوي دائما يشوبها شيء من الدوافع التي لا تخفى على المتتبع لفتاوى هذا الرجل .

نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح أحوال المسلمين وأن يعينهم على استعادة المسجد الأقصى من أيدي اليهود ، وبالله التوفيق .

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


شارك المحتوى: