قُلْ غيرَ هذا الكلام يا دكتور عجيل

سالم بن سعد الطويل

قُلْ غيرَ هذا الكلام يا دكتور عجيل

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فان الحق من معانيه الثبات والباطل من معانيه الذهاب، ويؤسفني جداً ما صرح به الدكتور عجيل النشمي- هداه الله لهداه- في جريدة «الوطن» في العدد الصادر بتاريخ 1434/3/20هـ الموافق 2013/2/1م، محذراً ممن لمزهم بـ«الجامية» مع ان الله تعالى يقول في كتابه {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11]، ويا ليته ذكر من يقصد بالذات لتمام النصح، ان كان من الناصحين، بدلاً من وصفه اياهم بأنهم «فرقة» والعياذ بالله.
زعم الدكتور عجيل النشمي- غفر الله له ولوالديه- بأنها فرقة ظهرت عام 1411هـ – 1990م وكل العالم يعلم بأنها السنة التي احتل فيها صدام حسين الكويت ويؤيده على ذلك الاخوان المسلمون، الذين ينتسب اليهم الدكتور عجيل النشمي، والملقبون في الكويت بالحركة الدستورية الاسلامية (حدس) وكل من عاش في تلك الفترة ممن كان عاقلاً بالغاً يذكر تماماً التأييد اللامحدود من اخوان مصر والأردن واليمن والسودان للاحتلال العراقي الغاشم للكويت ورفضهم الاستعانة بالتحالف لتحرير الكويت.
ووفق الله آنذاك ولاة الأمر من الأمراء والعلماء فأجازوا للضرورة الاستعانة بالقوات الأجنبية وتم فرج الله تعالى على عباده والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكان من العلماء الذين تصدوا لدعاة ومنظّري الاخوان المسلمين الشيخ عبدالعزيز بن باز، وشيخنا محمد بن صالح العثيمين، والشيخ محمد بن أمان الجامي، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي.ومن تلك الساعة والاخوان المسلمون لا يتوقفون عن الطعن والهمز واللمز بالشيخين الجامي والمدخلي مع تجنبهم على الشيخين ابن باز وابن عثيمين- رحمهما الله تعالى- لعلمهم من ردة فعل العامة ضدهم، فوجدوا السبيل الأمثل للطعن بالسنة وأهلها ان يطعنوا بالشيخين الجليلين الجامي والمدخلي فهذا أيسر لترويج منهجهم التوسعي.
ولكن هيهات اذ {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ الَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43]، فها هم الاخوان المسلمون قد انكشفوا للقاصي والداني وتبين لعامة المسلمين أطماعهم ورغبتهم للزعامة، فبعد تكفيرهم لمن لم يحكم بما أنزل الله منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، والا بهم يتراكضون الى تطبيق الديموقراطية والجهاد من أجلها والموت في سبيلها كما عبر عن ذلك كبيرهم الدكتور يوسف القرضاوي.
أقول: للأسف الشديد اصرار على الباطل فقد كنا ننتظر توبة نصوحاً من الدكتور عجيل النشمي وتراجعاً صريحاً بعد هذه النتائج السلبية وسقوط عشرات الآلاف من القتلى وتشريد الملايين وهتك أعراضهم وضياع الدين والدنيا جرّاء الثورات والمظاهرات والمسيرات.
لقد زعم الدكتور في بيانه ان السلفيين الذين لمزهم بالجامية بأنه «لا توجد على مدار التاريخ الاسلامي في الفرق والجماعات والأحزاب مثل هذه الفرقة الخطرة».
أقول: سبحان الله وصف غريب فيه اسراف وتعدٍّ وانتهاك لحرمة مسلمين بلا أدنى تحفظ، أين أنت يا دكتور من قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ الَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} [ق]، أين أنت من قول العدل والله يقول: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]، على كل حال حسابك على الله تعالى اذا وقفت بين يديه يوم القيامة.
وزعم الدكتور عجيل النشمي- هداه الله- بأن السلفيين الذين لمزهم بالجامية «يقفون ضد كل ما تراه الجماعات واجباً شرعياً، فالتغييرات في العالم الاسلامي سواء في ليبيا أو تونس أو مصر أو اليمن كلها باطلة عندهم لأنها خروج على الحاكم، ومازالوا يقولون ان القذافي كان ولي أمر وما كان من الجائز شرعاً الخروج عليه وأن الذين خرجوا عليه آثمون، على الرغم من ان القذافي أظهر الكفر البواح فرفض السنة وحرّف كتاب الله» انتهى كلامه.
أقول: من قال هذا الكلام يا دكتور؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ان كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)}[البقرة].
أما علماء السنة فهم الذين كفروا القذافي وأصدروا فيه الفتاوى وهي مطبوعة ومسموعة ومنشورة وممن كفره الشيخ ربيع بن هادي المدخلي- حفظه الله تعالى- في الوقت الذي كان شيخك الدكتور يوسف القرضاوي يزور القذافي ويلتقط معه الصور التذكارية.
لا اله الا الله ما أقبح الظلم وما أبشعه، أين أنت يا دكتور من قوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}[البقرة]، انما رفض السلفيون المشاركة في القتال لأنه ليس قتالاً في سبيل الله فلقد قام الثوار من وراء حلف الناتو فقتلوا ما يقارب أو يجاوز خمسين ألف ليبياً من المسلمين من أجل الديموقراطية وبفتوى من الدكتور يوسف القرضاوي، ثم شجعوا قيام ثورة في مصر وأخرى في اليمن، ومثلها في سورية، فذاق المسلمون من وراء ثوراتكم في سنتين ما لم يذق مثله المسلمون على أيدي التتار ومازالوا في الفصل الأول.
فمن أرحم بالمسلمين: السلفيون أم الاخوان المسلمون؟
لا أملك الا ان أقول اتق الله يا دكتور عجيل.
عفواً يا دكتور عجيل أنا آسف جداً على سؤال أريد جواباً صريحاً من حضرتك وأعلم أنه محرج جداً جداً ولكن لابد منه ليعرف القارئ حقائق قد تكون مازالت تخفى على بعض الناس.
نص السؤال: ذكرت في بيانك ان السلفيين «يقفون ضد كل ما تراه الجماعات حقاً وواجباً شرعياً فالتغييرات في العالم الاسلامي سواء في ليبيا أو تونس أو مصر أو اليمن كلها باطلة عندهم لأنها خروج على الحاكم»…والسؤال: ما حكم الربيع الخليجي من أجل التغيير في الكويت والسعودية والامارات الذي يدعو له صراحة بعض طلابك وزملائك من دكاترة كلية الشريعة في جامعة الكويت مع العلم أنه ليس في دول الخليج لا ابن علي ولا القذافي ولا بشار الأسد؟ أفتونا مأجورين.
وأقسم بالله أقولها صادق «أفتونا مأجورين» نريد منك يا دكتور عجيل كلمة حق للشباب في الخليج تتقرب بها الى الله عز وجل وتنقذ بلادنا من شرٍّ قد يقع بها قريباً من جراء هذه الدعوات التي يطلقها بعض طلابك، فهذا خير من تصريحاتك التي نالت الأحياء والأموات بتهمٍ هم منها براء تقَّولت بها عليهم لمجرد تحذيرهم من الاخوان المسلمين.
واعلم اخي القارئ الكريم ان السلفيين انما نهوا عن هذه الثورات الجائرة لا حباً بالطغاة المجرمين من أمثال القذافي وبشار الأسد، كلا والذي نفسي بيده، وانما رحمة بالمسلمين الضعفاء وحفاظاً على دمائهم وأعراضهم وأمنهم وأمانهم ولو كان ما يقومون به جهاداً في سبيل اعلاء كلمة الله لهان الأمر لكن للأسف الشديد كل هذا وأكثر وما قد يكون قادماً من أجل الديموقراطية والدولة المدنية واصلاح الدنيا ولو على فساد الدين.والله المستعان.

ملاحظة مهمة:
الخلط والتخبط اللذان يجريان اليوم في بلاد الشام لم تتلطخ به أيدي السلفيين لا من قريب ولا من بعيد اطلاقاً فلا يغرنكم ما يفتريه المفترون، وانما السلفيون ينهون عن المصادمات في سورية وغزة في حال ضعفهم وقوة عدوهم وفي هذه الحالة لا يوجب الله عليهم القتال.

شكر وتقدير

بعد بيان الدكتور عجيل النشمي ومجموعة معه كتب الأستاذ الدكتور الشيخ مبارك بن سيف الهاجري- عميد كلية الشريعة في الكويت حفظه الله- تغريدة قال فيها: «الشيخ د.محمد أمان الجامي رحمه الله والشيخ أ.د ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله من كبار العلماء ممن أدركت بالمدينة وموقفهما مشرف في نصرة الكويت» انتهى.
جزاك الله خيراً يا شيخ مبارك وأصلح الله لك النية والذرية، وننتظر منك المزيد من النصرة والصدع بالحق، فحولك عدد من الدكاترة في كليتك ممن يحمل فكراً منحرفاً وقد كثرت شكاوى الطالبات خاصة ممن يملون عليهن من الباطل حتى ان بعضهم يدعو الطالبات للمشاركة في المسيرات والله المستعان.
وأخيراً أسأل الله ان يتوب على الدكتور عجيل النشمي مما رمى به الأبرياء من الأحياء والأموات وأن يرده الى الحق، ويبصره فيه، وأسأل الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سالم بن سعد الطويل
www.saltaweel.com


شارك المحتوى: