عودة دور المجوس

عبدالله بن صالح العبيلان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد
المتمعن قليلا في الاحداث ومجريات الامور يجد ان هناك دورا اعلاميا مغرضاً يريد اظهار الشيعة واسقاط الدول السنية وعلى رأسها السعودية ثم مصر وهذا ما تعمل له ايران منذ سنوات وللأسف أن يغتر كثير من الناس ويتبع هذه المخططات دونما تعقل أو تثبت وهذا مخطط أمريكي ايراني بدأ قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر حين بدأ التحالف الأمريكي الإيراني في إسقاط دولة طالبان وكان الثمن هو تمكين الرافضة من العراق وذلك أن الغرب اعتقد أن الخطر الأعظم عليه من المسلمين السنة فكان لابد من التحالف مع اعدائهم الرافضة , فكان لابد من إثارة القلاقل في بلاد المسلمين أهل السنة وإظهار البديل المصطنع كنصير للإسلام وهم الرافضة , وبدأ ذلك بانسحاب اليهود من لبنان لإظهار الرافضة من خلال مايسمى بحزب الله بالمجاهدين واغتر بذلك بعض المنتسبين للعلم من أهل السنة وحضروا مؤتمرات الرافضة في لبنان وغيرها مؤيدين لهم غير متفطنين أن الرافضة تحالفوا مع اليهود في مجازر صبرا وشاتيلا ومتناسين مافعله جيش المهدي بأهل السنة في العراق بالتواطئ مع امريكا وايران ومتناسين تاريخ الرافضة بالتحالف مع اليهود والنصارى على مدى تاريخ الأمة الإسلامية ضد أهل السنة وذلك باتفاق اهل السنة , ولكن لما كانت منطلقات بعض الجماعات المنتسبة الى السنة ليست نابعة من الكتاب والسنة بلعوا الطعم ومجدوا قيادات الرافضة في لبنان ثم توالت المسرحيات الإعلامية في مايسمى بالمفاعل النووي الإيراني تجري بين الطرفين , والتنسيق بينهما على أشده لإيجاد بؤر الصراع والتوتر في محيط اهل السنة , وتسخير الإعلام متمثلا في قناة الجزيرة وغيرها حيث تبث عبر المذياع لتنفيذ هذا وكانت الجائزة لبعض القائمين على هذه القنوات أن جعلت لهم امريكا دورا في ادارة شؤون المنطقة , كدور بعضهم في حل الصراع اللبناني اللبناني وذلك بالتنسيق مع ايران وانظر جداول زيارات بعض الحكام الى ايران في تلك الفترة كما استضافو رئيس ايران في قمة التعاون الخليجي , ولا يغرنك ضرب اليهود للبنان في 2006 فهي غلطة وقع فيها حسن نصر الله وكان لابد من تأديبه , ثم رفعوا اسهمه بعد ذلك بإخراج الأسرى اللبنانيين كما يفعلون مع محمود عباس , على أن الضرب كان على مواقع اهل السنة في معظم الأحيان , دل على ذلك بوضوح إطلاقهم والأمريكان يد سوريا ومايسمى بحزب الله على أهل السنة في لبنان بعد ذلك ولم ينطق معظم المتحمسين الإسلاميين ببنت شفة للإنكار على الرافضة , وهذا لجهلهم بحقيقة مايدور في المنطقة , وأما مايتعلق بحماس فإنهم لم يفطنوا الى مكر الرافضة وظنوا أنهم يناصرونهم لنصرة الإسلام ولم يعلموا أن المقصود هو ضرب اهل السنة , فجعلوها تتبنى مواقف لاقدرة لها على التفاعل معها ولا تصغ لأهل السنة ولذا لما كان الصلح في مكة بين حماس وفتح كان أعظم الناقمين امريكا واليهود والرافضة في ايران حتى عملوا جميعا على إفشاله وكان الهدف الأخير للرافضة بالنسبة لحماس هو ضرب اسرائيل لها والعجيب أنهم يلقون اللوم على أهل السنة ويتناسون من دفعهم إلى الحال التي وصلوا إليها ثم تخلى عنهم كما قال أحد قادتهم ” نريد من حزب الله أفعالاً لا أقوالاً ” وصار المستضعفون من الرجال والنساء والولدان في غزة ضحية لعبة سياسية قذرة , فحينئذا تعلم أن الرافضة يريدون الانتقام للحسين رضي الله عنه بزعمهم باهدار دماء اهل السنة بيد اليهود والنصارى اوبيد الرافضة او بيد اهل السنة انفسهم , والذي اعتقده وأدين الله به أن الذي يعمل ضد أهل السنة في المملكة وغيرها من تلك المنطلقات الباطنية أنه محارب لله ولرسوله منفذ لمخططات اليهود والنصارى واذنابهم من الرافضة شعر أولم يشعر , وبهذا تعلم أن مايجري في فلسطين وراءه هدف اخر اعظم منه وهوإ ثارة الفتن في السعودية ومصر على وجه الخصوص لهدم معاقل اهل السنة , وقد فطن بعض المتكلمين في القضايا الإسلامية اخيرا لهذا وصار يحذر من الرافضة ولكن لايزال الإعلام المدعوم من الغرب هو الموجَِه مع الأسف لمايسمى بقادة الفكر الإسلامي وهم إما يريدون مجاملة الطغام من العامة الذين لايعلمون حقائق الأمور للحفاظ على مواقعهم الإعلامية أوأنهم متواطئون أوجهلة بحقيقة الدين الذي بعث الله به رسوله والعاقل هو الذي يسعى لحفظ رأس ماله فلا يضيعه بحجة الحصول على الربح , لذا فإني ادعو جميع المسلمين في هذه البلاد لأن يعملوا بأمر الله لهم بالإجتماع على ولي أمرهم عملا بقوله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103 وقوله عليه السلام (إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعا ولا تَفَرَّقُوا وأن تناصحوا من ولاه الله امركم ) اخرجه مسلم من حديث ابي هريرة وهذا لفظ اهل السنن , وأن يعلموا أن من أعظم نعم الله علينا هي نعمة وحدة العقيدة ووحدة الولاية , ومن ثم نعمة الأمن ويسر العيش كما احذرهم من الإنسياق وراء الإعلام المغرض الذي تحركه اياد خفية تعمل في الظلام وانظروا الى طريقة الغرب قبل تمزيقه لأي دولة ماالذي يسعى للسيطرة عليه , كما حدث في دول الاتحاد السوفييتي سابقا وغيرها يسعى للسيطرة على الإعلام حتى يتمكن من توجيه الهمج الرعاع لتنفيذ أهدافه , كما قال بعض المتكلمين المنتسبين الى مايسمى بالفكر الإسلامي في احدى القنوات عن الأحداث الأخيرة “إن الشعوب قالت كلمتها” وهو بهذا يردد كلمات الغربيين واذنابهم , واحذرهم ممن قال الله فيهم {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }سبأ19 فلم يصبروا على النعم واستدعوا البلاء فكان عاقبتهم أن مزقهم الله كل ممزق وأن يعلموا أن الأمة الإسلامية اليوم متفرقة فلا يطالبوا ولي امرهم بمالاقدرة عليه فإن الغرب وأذنابهم يريدون استدراجه الى التهور ومن ثم تكون لهم الحجة للإنقضاض على بلاد الحرمين وتقطيعها ومن الذي يردهم لولا لطف الله ودفعه , ويعلم العام والخاص من اهل هذه البلاد وغيرهم أن خادم الحرمين لن يدخر وسعا في رفع الظلم عنهم ما امكنه , وحينئذ فيجب علينا التنبه حتى لانكون ممن يسعى لإطفاء نور الله , وأن يناصروا إخوانهم المستضعفين في فلسطين وغيرها بقدر الإستطاعة بالمال والدواء وأعظم من ذلك الدعاء لهم وعلى اعدائهم ,
اسأل الله أن يجمع المسلمين على دينه الذي بعث به رسوله , وأن يدفع عنهم شر أعدائهم من الكفار والمنافقين والسماعين لهم أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا واله وصحبه


شارك المحتوى: