زميلي عنده مصاحف قديمة من أيام الكُتَّاب، وقد تمزق معظمها، كيف يتخلص منها؟


زميلي عنده مصاحف قديمة من أيام الكُتَّاب، وقد تمزق معظمها، كيف يتخلص منها؟

 

يقال جوابًا على هذا السؤال: أصح أقوال أهل العلم – والله أعلم – أن المصاحف يتخلص منها بدفنها.

أما الحرق فلا يصح – والله أعلم-؛ لما ثبت عند أبي داوود في كتاب المصاحف: أن أبا موسى الأشعري –رضي الله عنه- أتي بكتابٍ، فقال: ((لولا أني أخاف أن يكون فيه ذكر الله –عز وجل- لأحرقته)).

إذن؛ الأظهر – والله أعلم- أن المصاحف لا تحرق، و كما ذهب الإمام أحمد –رحمه الله تعالى- وهو قول الحنابلة، قالوا بأنها تدفن، ولا تحرق، وذكر هذا الحنفية وبعض الشافعية.

أما ما ثبت في البخاري : ((أن عثمان رضي الله عنه- حرق المصاحف)).

فهذا لا يدل على أن من أراد التخلص من المصحف القديم أو غيره من المصاحف أنه يحرقه، وإنما فعل عثمان كان لسببٍ، وهو أن الحرق أقوى طريقة في أن لا يرجع لهذه المصاحف؛ لأن من دفنها قد يرجع إليها، بخلاف الحرق، فإنها إذا حرقت فإنه لا يمكن الرجوع إليها، لا سيما وهذا قول أبي موسى الأشعري، وهو صحابي، وأقوال الصحابة حجة، وتبين أدلة الكتاب والسنة.

أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.


شارك المحتوى: