رسالة للمسلمين في بيان خطر الحوثيين


بسم الله الرحمن الرحيم

[رسالة للمسلمين في بيان خطر الحوثيين]

الحمد لله الذي أحقَّ الحق وأبطل الباطل ومايز بينهما، الحمد لله ناصر دينه ومُعلي كلمته والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان الذي بعثه الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

إن أعظم الروابط والصلات بين الناس رابطة وصلة الدين، فإنه لا محبة أوثق من محبة الدين، ولا عداوة أشد من عداوة الدين، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، وقال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًا}، وأخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثٌ من كُن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان»، وذكر منها: «وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله».

وقال تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}.

وكما قال الشاعر:

كل العداواة قد تُرجى مودتها … إلا عداوة من عاداك في الدين

ومن عداوة الدين هو أن يُعادي المسلمون الرافضة الصفويين الذين بنوا دينهم المُحدث والدخيل على أُسس وأصول تُخالف كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- مخالفةً لا تجتمع معهما، من ذلك زعمهم أن أئمتهم يتصرفون في الكون ويُنزلون الأمطار إلى غير ذلك.

ومن ذلك دعوتهم إلى عبادة أئمتهم من الدعاء والذبح والاستغاثة والنذر لهم، فهم بهذا يكونون مشركين في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، ومن ذلك تكفيرهم لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكفَّروا كل الصحابة إلا تسعًا أو ثلاثًا على خلاف بيهم.

فكفَّروا أبا بكرٍ وعمر وعثمان-رضي الله عنهم-، واتَّهموا أمنا أم المؤمنين الصدِّيقة بنت الصدِّق التي برَّأها الله من فوق سبع سماوات بالزنا تكذيبًا للقرآن، وزعموا أن كتاب الله مُحرَّف وناقص، إلى غير ذلك من عقائدهم الكفرية الكثيرة.

ثم مع شدة مخالفتهم للمسلمين في الاعتقاد ومخالفتهم لكتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هم يُبغضون المسلمين بغضًا شديدًا، فسفكوا دماءهم وأزهقوا أنفسهم، وما نبأ وخبر الوزير ابن العلقمي الرافضي عن كل عارف بخافٍ، فقد كانت خيانته سبب إسقاط بغداد أيام العباسيين.

ثم تلاه الصفويون فاضطهدوا أهل السنة أيما اضطهاد، وهكذا تتكرر جرائمهم على المسلمين، كجرائمهم المتتالية في حق حجاج بيت الله الحرام، لولا أن الله كفَّهم بقوته ثم بالدولة السعودية -أسأل الله أن يعزها بالتوحيد والسنة-.

ومن جرائمهم إرسالهم الصاروخ تلو الصاروخ إلى مكة بيت الله الحرام وغيرها، لكن الله ردَّها بقوته وهو القوي العزيز.

ولتزدد بصيرة بشدة عداوة الرافضة لأهل الإسلام أنه لا يوجد في عاصمتهم طهران مسجد لأهل الإسلام، مع أنه يوجد فيها كنائس للنصارى، ومعابد لليهود والمجوس، إلا أنه لا يوجد فيها مسجد لأهل الإسلام، وفي المقابل ترى المساجد منتشرة في مختلف بلاد الكفار من النصارى وغيرهم.

هذا كله يُؤكِّد فجورهم وظلمهم وبغيهم، وأنه يجب أن يُعادوا لله وفي الله وغيرةً على دين الله.

ومن أولئك الرافضة: الحوثيون في بلاد اليمن -أعزها الله بالتوحيد والسنة وعمَّها بالأمن والأمان وطاعة ربنا الرحمن-.

هؤلاء الحوثيون أصلهم شيعة زيدية، ثم صاروا رافضة اثني عشرية فنشروها في أرض اليمن، وهؤلاء الحوثيون آذوا أهل الإسلام في اليمن أشد الأذية في دينهم ودنياهم بأمور شتى وبطرق مختلفة يندى لها جبين كل مسلم بل كل إنسان.

ثم لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل هم على مُخطط صفوي من ورائه دولة الرفض إيران لأذية أهل الإسلام في السعودية -حرسها الله- وللاستيلاء على الحرمين لنشر اعتقاداتهم الكفرية وأذية أهل الإسلام، كما فعلوا من قبل فإن تاريخهم مليءٌ بجرائم لا تُعد ولا تُحصى في حق حجاج بيت الله الحرام وغيرهم.

إذا عُلم ما تقدم فينبغي أن يُتنبَّه إلى ما يلي:

الأمر الأول: يجب على المسلمين أن يتعلموا دينهم وعقيدتهم، وأعظم ذلك أن يتعلموا توحيد الله الذي قال الله فيه لمحمد -صلى الله عليه وسلم-: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}، وقال الخليل -عليه السلام- داعيًا ربه: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ}، فإذا كان هذا من محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن إبراهيم الخليل -عليه السلام-، فكيف بنا؟

لابد أن نتعلم التوحيد الذي حق الله على العبيد وهو إفراد الله بالعبادة، بألا يُذبح ولا يُنذر ولا يُدعى إلا لله، وأن نتعلم أحكام الصلاة والطهارة وغير ذلك فما أكثر جهل المسلمين بدينهم.

الأمر الثاني: يجب أن يجتمع أهل السنة وأن يكونوا يدًا واحدة، وأن يجعلوا رائدهم الرجوع للكتاب والسنة على فهم سلف هذه الأمة، بهذه الأصول الثلاثة (كتابٌ) و(سنة) (على فهم السلف)، كما قال الله عز وجل: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖوَسَاءَتْ مَصِيرًا}.

ومن الاجتماع أن يجتمعوا على ولاتهم، بأن يسمعوا وأن يطيعوا لولاتهم في غير معصية الله، فإن في الاجتماع قوةً وتمكينًا وثباتًا للأمن، إلى غير ذلك من المصالح الكثيرة، وليس وراء مناطحة الحكام إلا الشر في الدنيا والدين، فماذا جنى المسلمون من دعاة الثورة والمظاهرات؟

وتأكدوا أن كل داعية ثورة ومظاهرات هو عدوك، وعدو زوجك وولدك، لأنه سبب لإضاعة الأمن الذي يكون به قيام الدين وصلاح الدنيا.

الأمر الثالث: يجب أن نكون حذرين من دعاة تقنَّعوا بقناع الدين والإسلام، وهم دعاة تقريب مع الرافضة، كما حال تلك الجماعة الإرهابية وهي جماعة الإخوان المسلمين، فمنذ مؤسسهم الأول حسن البنا إلى اليوم وهم دعاة تقريب وتقارب مع الرافضة، والكلام على هذا يطول لكن يكفيك شاهدًا على ذلك ما تراه من موقف حماس الإخوانية من تقارب مع دولة الرفض إيران، وفي مقابل ذلك تعادي دول أهل السنة.

ومن صور التمييع مع الرافضة ما زعمه بعض الدعاة إفكًا وكذبًا بأنهم إخوان لنا، وأي أخوة تكون مع الرافضة الذين جمعوا هذه الطوام الدينية والدنيوية.

الأمر الرابع: ينبغي أن نعلم فضل ولاتنا آل سعود علينا في الدولة السعودية من أبنائها والمقيمين فيها، ونعلم فضلها على أهل السنة في العالم كله، فيا لله كم نشروا من توحيد وسنة، وقمعوا من شرك وبدعة، وآزروا وأيدوا دعاة التوحيد والسنة شرقًا وغربًا، كم كانوا سدًا منيعًا تجاه الزحف الرافضي الصفوي، والزحف الكافر الأمريكي والغربي، يعرف هذا ويُدركه من عرف حقائق الأمور ونظر إلى مآلاتها.

انظروا إلى ظهور الدين في الدولة السعودية وفي ومدارسها وجامعاتها، وقارنوا ذلك بغيرها من الدول الأخرى الإسلامية، لتعرفوا حقيقة الأمر فكم لولاتنا من آل سعود من فضل عظيم على المسلمين.

أسأل الله أن يقويهم وأن يسددهم وأن يعينهم وأن يزيدهم قوة وتمكينًا وأن يعز بهم دينه ويُعلي بهم كلمته.

الأمر الخامس: ينبغي ألا ننسى عساكر التوحيد المرابطين على الحدود والواقفين تجاه الرافضة الحوثيين، من الجيش السعودي وجيش التحالف، فكم لهم من أجر عظيم في مواجهة هذا الزحف الرافضي القائم على الدين الشركي والذي شعاره تكفير صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أسأل الله أن يرينا في الرافضة والحوثيين ما يُقر به أعين أهل التوحيد، أسأل الله أن يدكهم دكًا، وأن يطهر بلاد اليمن وجميع بلاد المسلمين منهم.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فإن لك أن تتخيَّل أن الرافضة تقلَّدوا حكم الحرمين، يا ترى كيف سيجعلون الحرمين؟

إن نظرت إلى الجانب العقدي فستراهم ينشرون الشرك بالله، من الاستغاثة بأئمتهم ودعائهم والسجود لهم وعبادتهم، وسترى نشرًا عظيمًا لتكفير صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لاسيما أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- وأمنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.

أما إذا نظرت من جهة الأمن والأمان فسترى ما يقهر كل سني من تسلطهم على أهل السنة في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وهذا ليس غريبًا فالتاريخ الماضي مليء بما يُثبت هذا بل والحاضر، كما تراهم في إيران وفي العراق والقصص في ذلك أكثر من أن تُذكر.

ثم ليعلم كل أحد أنه لا يمكن لأهل السنة أن ينتصروا وأن يتقدموا إلا بأن يرجعوا إلى دينهم، كما قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ}، فالنصر مربوط بالرجوع إلى الدين، وقال تعالى: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُٱلَّذِىٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـٔئًا}، وكل مخالفة للدين هي سبب من أسباب الضعف وعدم التمكين، كما قال سبحانه: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيءٍ قدير}.

إذن ليتق الله كل واحد منا في نفسه، وليعلم أن الدولة تتكون من أفراد فإذا صلح الفرد صلحت الدولة فليُراجع كل واحد منا نفسه ومن تحت يده وليتق الله لينجو عند لقاء الله.

وأخيرًا كما أن هناك حربًا عسكرية على الحدود مع الرافضة ومع أعداء التوحيد والسنة من عموم أهل البدع فإن هناك حربًا أخرى لا تقل عنها أهمية وهي حرب فكرية تُنشر في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل، فلنكن جنودًا لنشر التوحيد والسنة، ولمعاداة كل مخالف للتوحيد والسنة من الرافضة وغيرهم.

وهذه الحرب تقوم على أُسس منها: محاولة تشويه سمعة دولة التوحيد والسنة السعودية، بأخبار كاذبة أو أصلها صدق وقد زيد فيها، أو هي صدق لكنها لا تحتمل مثل هذا، أو صدق وخطأ لكن لا تُهدر به الحسنات العظيمات، لذا يجب أن نكون سدًا منيعًا تجاه هؤلاء وأن نكون جنودًا في الدفاع عن التوحيد والسنة وعن دولة التوحيد والسنة (السعودية)، لنقطع الطريق على هؤلاء المفسدين، سواء كان في مجالسنا أو في وسائل التواصل الاجتماعي كالواتساب وتويتر والفيسبوك أو في المواقع الالكترونية وغير ذلك.

أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم عليك بالكفرة والرافضة يا قوي يا عزيز، اللهم إنهم لا يعجزونك، اللهم اجعل دولتهم شذر مذر، واجعل التمكين فيها لأهل السنة، اللهم عليك بالحوثيين في اليمن، اللهم اجعلهم عبرة وآية، اللهم مكِّن أهل التوحيد والسنة في اليمن، وعُم بلادهم بالأمن والإيمان وسلم الدولة السعودية دولة التوحيد والسنة من كل سوء وجميع دول المسلمين.

اللهم وفق ملكنا وولي عهده لما فيه رضاك، ولكل ما فيه عز لدينك، ولكل خير في الدنيا والدين.

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

 

د.عبدالعزيز بن ريس الريس

المشرف على موقع الإسلام العتيق

@dr_alraies


شارك المحتوى: