رسالة إلى تربوي … رسالة إلى معلِّم

د. إبراهيم بن عبدالله المطلق

رسالة إلى تربوي … رسالة إلى معلِّم

د. إبراهيم بن عبدالله المطلق(*)

التعليم وظيفة سامية، فالمربي والمعلِّم يؤدِّيان دوراً هاماً جداً في المجتمع، فهما المسئولان عن إعداد وتقويم الأجيال، وقد فطنت بعض المجتمعات المتقدمة لهذا الدور وتلكم المهمة العظيمة، مهمة التعليم، فأعادوا النظر في مؤسساتهم التعليمية ليعالجوا الخلل الذي تسلَّل إلى ناشئتهم وفلذات أكبادهم، فالتعليم بمؤسساته ورجاله هو الأساس في إعداد الشباب، فمتى ما بلغ الكمال أو قريباً منه فلننتظر جيلاً راقياً متحضِّراً مؤهّلاً للنهوض بمجتمعه ووطنه في كلِّ المجالات .. ونحن نستقبل عاماً دراسياً جديداً، فإنّ من الأمانة بل من النصيحة التي أوصى بها القرآن، وأوصت بها السنّة، تذكير المربّي والمعلِّم بما أُنيط بهما من مسؤولية وحملا من أمانة حيال فلذات الأكباد وأجيال الغد ناشئتنا الأبرياء، فإليك أخي التربوي وأخي المعلِّم هذه الوصايا:
الوصية الأولى: تقوى الله تعالى في السر والعلن، فالتقوى لله هي وصية الله لعباده ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأُمّته، والتقوى لله تعالى هي خير زاد يتزوّد به عبد الله المؤمن وهي حصن المؤمن في الدنيا والآخرة.
الوصية الثانية: اعلم يا رعاك الله، أنّ المجتمع بأسره قد أولاك كلَّ الثقة، ووضع بين يديك أغلى كنز يمتلكه، وأحبّ ما ينبض القلب بحبه فلذات الأكباد، وقد حمّلك الله بما وكل إليك من مهمة تربوية وتعليمية، أمانة عظمى ومسؤولية جسيمة في رعاية هذه الناشئة وتوجيههم، والعناية بتربيتهم التربية النافعة والمفيدة.
الوصية الثالثة: لا يخفى عليك أخي المربي والمعلِّم أنّ هذه الدولة هي المثل الأعلى للعالم بأسره في التمسُّك بتعاليم الإسلام وبيان سماحته، وأنّه دين حقٍّ ورحمة، ودين هداية وإحسان، فتلؤصّل هذا المفهوم لدى من حملت أمانة توجيههم وتربيتهم وتعليمهم.
الوصية الرابعة: اعلم وفقك الله لطاعته، أنّ عقيدة هذا البلد رعاة ورعيّة هي عقيدة أهل السنّة والجماعة التي توارثوها أباً عن جد، وهي العقيدة التي رسّخ مفهومها وأحياها ودعا إلى العمل بمقتضاها الإمام محمد بن عبد الوهاب، وسانده الإمام محمد بن سعود – رحمهما الله رحمة واسعة، وتعلم أنّ هناك من الجماعات والأحزاب والفرق المنحرفة، مَن استطاع أن يخترق صفوفنا وأن يوجد له موطأ قدم في أرضنا، فاحذر وفّقك الله من مثل هذه الفرق ولا تخن الأمانة في فلذات الأكباد وأبناء المسلمين، وتذكَّر أنّك مسئول بين يديْ الله تعالى، وسوف تحاكم بين يديه سبحانه عن أيّ خلل عقدي أو فكري أو منهجي، تكون أنت سبباً فيه أو داعياً إليه.
الوصية الخامسة: اعلم أخي أنّك بالنسبة للناشئة المثل الأعلى والقدوة الكبرى، فكن في خلقك وسلوكك خير مثال وأمثل قدوة يحتذي بها الأبناء والناشئة، فالسمو في الخلق والسلوك الطيب الحسن سر رقي المجتمعات ونهوض الأمم، ومتى ما أعددت لنا جيلاً متمسِّكاً بهذه القيم ومحافظاً عليها، فسوف يحفظ لك ذلك التاريخ، وسوف تذكرك الأجيال بالذكر الحسن، وسيرفع الله لك ذكرك ويشكرك الحاضر والباد.
الوصية السادسة: لتؤصّل أُستاذي الكريم لدى ناشئتنا وأبنائنا مقابلة الإحسان بالإحسان، ولتقرِّر لهم أنّ ولاتهم – حفظهم الله – قد أولوهم كلَّ الرعاية والاهتمام، وسخّروا لهم كلَّ الوسائل والإمكانيات ليواصلوا تعليمهم، وليحصلوا على أعلى الشهادات، وإنّ من شكر الله تعالى شكر من سبغنا بإحسانه وتفضّل علينا، وقد قال النبي الكريم من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وإنّ من الشكر لهذا الوطن تأصيل الولاء والمحبة لعلمائه وولاة أمرهم، ولتعلم أنّ هذا الولاء من خصال المعتقد الصحيح ومن وصايا النبي الكريم، فلزوم الجماعة تواترت به نصوص السنّة المطهّرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

جريدة الجزيرة – العدد 12035 – السبت 6 شعبان 1426.


شارك المحتوى: