خطبة عيد الأضحى

د. عبدالعزيز بن ريس الريس

خطبة عيد الأضحى

يكبر تسعًا:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر .

الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات وعدد ما رفعوا بالتلبية لله بالأصوات، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ونزلوا بتلك الرحبات، الله أكبر عدد ما طافوا بالبيت العتيق وعظموا الحرمات، الله أكبر عدد ما خرجوا إلى منى ووقفوا بعرفات، وعدد ما باتوا بمزدلفة وعادوا إلى منى للمبيت ورمي الجمرات، الله أكبر عدد ما أراقوا من الدماء وحلقوا من الرؤوس تعظيماً لفاطر الأرض والسماوات، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

نحمده على ما من به علينا من مواسم الخيرات، وما تفضل به من جزيل العطايا والهبات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مسبغ النعم ودافع النقم وفارج الكربات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكمل الخلق وأفضل البريات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما دامت الأرض والسماوات، وسلم تسليماً.

عباد الله :

إن العيد يوم فرح للمسلمين ، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن لكل قوم عيدا، وإن عيدنا هذا اليوم» متفق عليه
لذا حرم صومهما ، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر والنحر» متفق عليه

وشرع الاجتماع فيه، بل وأكد حتى قالت أم عطية رضي الله عنها قالت: «كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها، حتى نخرج الحيض، فيكن خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته» متفق عليه.

ويومكم هذا هو يوم النحر ، وسمي بذلك لأن نحر الأضاحي والهدي يبدأ فيه ، وهو أعظم الأيام عند الله ، عن عبد الله بن قرط، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر» أخرجه أحمد وأبو داود

وإن من أجل الأعمال التقرب إلى الله فيه بذبح الأضاحي، وهي أفضل من الصدقة بثمنها؛ لذا ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين كما أخرجه الشيخان ، وأهدى بمائة من الإبل في حجه كما أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنه-

ومن زهد فيها داعيًا للتصدق بثمنها فقد أخطأ وردّ النصوص الشرعية بعقله البشري الضعيف فلا يلتفت لقوله .

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .

إن ذبح الأضاحي شرع لإعلاء كلمة التوحيد ، قال تعالى {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } وقال {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }

والتوحيد أجلّ العبادات وأهمها ، وشرط قبولها ، وهو : إفراد الله بالعبادة فلا ذبح ولا نذر ولا استغاثة ولا طلب مدد إلا من الله، وطلبه من غيره كالأنبياء والأولياء والصالحين ولو من رسولنا صلى الله عليه وسلم أو من علي بن أبي طالب أو الحسن أو الحسين رضي الله عنهم ، أو السيدة زينب أو البدوي أو العيدروس أو عبدالقادر الجيلاني أو الشيخ غازي ، كل هذا شرك مغضب لله ومحبط للعمل وموجب للنار ، قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وقال {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} وقال {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} فاحذروا الشرك ووسائله من بناء الأضرحة أو المساجد على القبور، أو إدخال القبور في المساجد ، عن جابر رضي الله عنه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه» أخرجه مسلم

وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما صنعوا . متفق عليه

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

وإن من توحيد الله الحبَ في الله والبغض في الله ، وهذه هي عقيدة الولاء والبراء فنبغض الكافر والمشرك لأنهما كافران ، ونبغض أهل البدع من المسلمين لأنهم مبتدعة ، ونحب المسلمين لأنهم مسلمون ولله موحدون . قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} أي المحبة .

وقال {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }

وقال ابن عباس رضي الله عنه : ” من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال وَلاية الله بذلك “رواه ابن جرير

وقال أبو الوفاء ابن عقيل-رحمه الله- :” إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زدحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة “

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

إننا عبدنا الله ووحدناه دون أحد سواه، فليس لنا من الحرية إلا ما وسعه لنا سيدنا وربنا سبحانه ، وقد ابتلينا بدعاة السوء دعاة الليبرالية والحرية ، وخلاصة دعواهم ترك الشريعة باسم الحرية ، وكأننا خلقنا للحرية لا للعبادة ، وقد خدعوا بعض الناس بأن الليبرالية تعني الثقافة والتقدم فخُدع بهم بعض البسطاء ، ولو تبصروا وبكتاب الله اهتدوا ا لعلموا أن حقيقة الثقافة والمعرفة التمسكُ بما خلقنا لأجله لأن الحياة دار عبور، ودار القرار هي الجنة أو النار ، فلابد من الاستعداد بالعلم الشرعي والعمل الصالح للنجاة من النار ودخول الجنان {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }

فاحذروا رد الشريعة باسم الحرية، حتى إنه ممن استغل ذاك دعاة الثورات فروجوا للثورات ومناطحة الحكومات باسم الحرية ، فتسببوا في سفك دماء المسلمين فيتموا الأطفال، ورملوا النساء، وشردوا المسلمين من دورهم وبلدانهم .

ولو تمسكوا بشرع الله لنجو من هذه الفتن ، وذلك أن الأدلة في شرع الله تكاثرت في الأمر بالسمع والطاعة للحاكم في غير معصية الله رحمة بالشعوب؛ لأنه ليس وراء منابذة الحكام ومقارعتهم إلا الشر، عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة» أخرجه مسلم

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية» رواه مسلم

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها» قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم» متفق عليه

الخطبة الثانية:

يكبر سبع مرات متوالية ثم يقول:

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الحمد لله الذي بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وحجة على العباد أجمعين، بعثه بدين الهدى والرحمة فأنقذ الله به من الهلكة وهدى به من الضلالة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً.

عباد الله:

إن أعظم شرط لقبول الأعمال الصالحة ومنها ذبح الأضاحي : ابتغاء وجه الله وحده بلا رياء ولا مفاخرة قال تعالى { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } فلا يصل لله إلا العمل الخالص له وحده .

عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ – رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ، وَيُسَمِّي، وَيُكَبِّرُ، وَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا. وَفِي لَفْظٍ: ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

لذا ينبغي الحرص عليها والاجتهاد في فعلها قال أبو هريرة – رضي الله عنه – : “من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا” رواه الدارقطني.

والأفضل أن يضحى بالسمينة الثمينة عن أبى ذر – رضي الله عنه – قال: قلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: “الإيمان بالله والجهاد في سبيله “. قال: قلت: أي الرقاب أفضل، قال:” أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنًا”.

وتكون بيضاء أو أكثرها بياضًا، فقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أملحين وهو الأبيض أو الذي أكثره بياضًا .

وطريقة ذبح الشاة هو أنه يوجهها للقبلة فقد كان ابن عمر – رضي الله عنه – يكره أن تذبح لغير القبلة. رواه عبد الرزاق، وأن توضع على جنبها الأيسر بإجماع أهل العلم حكاه النووي وابن حجر،

وأن يقال عند ذبحها: (بسم الله والله أكبر) لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم،

ويقول (اللهم تقبل مني ومن فلان) أي ومن أشركهم في أجرها من زوجه وولده عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم – قال : ( اللهم تقبل من محمد وآل محمد ) رواه مسلم.

ويقول: اللهم منك ولك ، كما ثبت عن ابن عباس عند البيهقي .

ويستحب أن تحد الشفرة لترح الذبيحة عن شداد بن أوس-رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته » رواه مسلم.

ويبدأ وقت الذبح بعد صلاة العيد، ومن ذبح قبل الصلاة لم تجزئه عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: شهدت الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى صلاته بالناس نظر إلى غنم قد ذبحت فقال: “من ذبح قبل الصلاة فليذبح شاة مكانها ومن لم يكن ذبح فليذبح على اسم الله” متفق عليه

والذبح يكون يوم العيد ويومين بعده كما ثبت عن أنس وابن عباس – رضي الله عنهما -، وقال الطحاوي: أجمع على ذلك الصحابة، ويكون ليلًا ونهارًا .

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

والعيوب التي تمنع الأضحية ستة؛ ذكر في حديث البراء – رضي الله عنه- أربعة منها، وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أربع لا تجوز في الضحايا: العوراء البين عورها, والمريضة البين مرضها, والعرجاء البين ظلعها ، والكسيرة التي لا تنقي” رواه الخمسة

ومعنى العوراء البين عورها: أي التي انخسفت عينها.

ومعنى المريضة البين مرضها :أي التي مرضها ظاهر وبين .

ومعنى العرجاء البين عرجها: أي التي تتأخر إذا مشت مع السليمة.

ومعنى التي لا تنقي: أي لا مخ فيها لهزالها وكبر سنها .

وهذه أربعة عيوب منصوصة وما كان أشد منها فهو أولى كالعمياء، وهذا بالإجماع كما حكاه النووي.

والعيب الخامس الذي يمنع إجزاء الأضحية: التي قطع نصف أذنها، كما ثبت في مسند الإمام أحمد عن سعيد بن المسيب وهو من كبار التابعين. والتي لا أذن لها من باب أولى.

والعيب السادس: التي قطع نصف الألية، فإنه يلحق بالتي قطع نصف أذنها قياسًا على الأذن، وما لا ألية له لا يضحى به من باب أولى.

وما عدا هذه من العيوب فهي تجزئ على أصح أقوال أهل العلم، إلا أن الأكمل أن تكون كاملة في خلقتها، فقد كان ابن عمر – رضي الله عنه – يتقي من الضحايا التي فيها نقص في خلقتها. رواه مالك.

والأفضل في لحم الأضاحي أن تُقسم أثلاثًا؛ ما بين أكل وتصدق وإهداء، كما ثبت عند ابن أبي شيبة عن ابن مسعود – رضي الله عنه – .

ولا يعطى الجزار منها شيئًا ثمنًا لذبحها عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه، وأن أقسم لحومها وجلودها وجلالها على المساكين، ولا أعطي في جزارتها منها شيئًا ” متفق عليه

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

واعلموا رحمكم الله أن هذه الأيام الثلاثة المقبلة هي أيام التشريق التي لا يجوز صيامها كما لا يجوز صيام يوم العيد، وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ” أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ” رواه مسلم ، فأكثروا فيها من ذكر الله بالتكبير والتهليل والتحميد في أدبار الصلوات وفي جميع الأوقات .

واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وإياكم والانجراف خلف التيارات المنحرفة التي تصدكم عن دينكم وتعوقكم في السير إلى ربكم خلف نبيكم، فإن كل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم انصرنا على أعدائنا وأصلح أمورنا واهد ولاتنا لما فيه الخير والصلاح في ديننا ودنياك إنك جواد كريم.

د. عبد العزيز بن ريس الريس


شارك المحتوى: