تمجيد دول العلمانية كفر بنعمة التوحيد

سعيد بن هليل العمر

تمجيد دول العلمانية كفر بنعمة التوحيد

قال تعالى : { لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَـجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) }. [سورة سبأ] .

أخبر الله _عز وجل_ ‏عن حال ‏قوم بطروا نعمة الله ولم يشكروها بل ‏أعرضوا ‏وملوا ‏هذه النعمة ، فسألوا الله المشقة والعناء والنصب ‏بعد الراحة والدعة ورغد العيش ‏وهذا ظاهر ‏من قوله تعالى 🙁 فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا ) ‏فعاقبهم ‏الله _عزوجل_ ‏بذهاب نعمتهم و غرق ديارهم و خروجهم منها وتمزقهم حتى قالت العرب : ( تفرق أيدي سبأ ) , وكذلك بنو اسرائيل الذين سألوا البصل والفوم عندما ملوا المن و السلوى وطابوا الإنتقال من الأرض المقدسة المباركة إلى غيرها ، ولذلك قال لهم نبيهم كما أخبر الله عنه : {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } فجُوزوا بضرب الذلة والمسكنة عليهم ، وباءوا بغضب من الله وهذه سنة الله فيمن بطر نعمته عليه واحتقرها ، وكفرها ولم يشكرها فإذا كان هذا العقاب قد وقع على من كفر نعمة العيش فكيف بمن زهد بنعمة التوحيد والسنة وأشاد ببلاد البدعة والتصوف والفسق والفجور والقوانين الوضعية والكنائس وجعلها قدوة يحتذى بها ومجدها وفضلها على بلاد التوحيد و السنة ومهبط الوحي ومأرز الإيمان والتي حماها الله _عز وجل_ من الطاعون والدجال فمن فعل هذا فيخشى علبه ان بكون ممن قال الله فيهم { أَلَمْ تَرَ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ }

وثبت في الصحيح عن عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مما يتعوذ منه : (( الْحَوْر بَعْدَ الْكَوْر)) رواه مسلم (١٣٤٣) ، ومعناه : الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص ، لأن نعم الله الدينية والدنيوية لا يحتملها إلا الشاكر الصابر ولذلك ختمت الآيات بقوله { إِنَّ فِى ذَلِكَ لاَيَٰتٍ لّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }

وكتبه / سعيد بن هليل العمر ١٤٣٧/١٩/٢٠


شارك المحتوى: