تفطير الصائم بين البر والإثم

د. إبراهيم بن عبدالله المطلق

تفطير الصائم بين البر والإثم

د. ابراهيم المطلق

ونحن نتبادل التهاني والتبريكات بقرب حلول هذا الشهر العظيم والموسم الكريم شهر رمضان المبارك وكل منا قد عزم على دخول المسابقة الرمضانية في نيل عظيم الأجر وجزيل الثواب بالمساهمة في تفطير عدد من الصائمين بالتبرع لإحدى المؤسسات أو الأفراد الذين جندوا أنفسهم لهذا العمل العظيم.
لا حاجة هنا لسرد الأدلة من الكتاب والسنَّة على عظم أجر من فطَّر صائماً، فالكثير حتى عامة الناس يعلمها ويعمل بها.

ما يستحق الحديث والذكر هنا والإشادة هو تنبه الجهات المختصة لضرورة ضبط تبرعات إفطار الصائم وتحديد جهات مختصة تقوم بذلك مع ضرورة الحصول على إذن رسمي لجمع التبرعات من الجهات ذات الاختصاص وهو ما صرح به سعادة وكيل وزارة الشئون الإسلامية د.توفيق السديري صحفياً ولا شك أن هذا الإجراء يستحق الشكر والثناء سيما وقد اعترف بعض الموقوفين أمنياً بأنهم كانوا يستثمرون التبرعات لإفطار الصائم في تموين عملياتهم الإرهابية وأعمالهم التفجيرية الجائرة.

الإجراء تضمن التشديد في منع أئمة المساجد من جمع تبرعات إفطار الصائم كما تضمن منع المؤسسات الخيرية كذلك إلا بإذن رسمي والمنتظر أن يستجيب الأئمة لتوجيهات وزارتهم الموقرة وأن لا يكون تصريح سعادة الوكيل حبراً على ورق كما أن من المنتظر أن تتابع الوزارة الموقرة تعميمها وتشديد محاسبة من لا يستجيب ليكون عبرة وعظة للآخرين.

بقي إجراء ضروري آخر يتضمن منع المطاعم من وضع لافتات تحمل الدعوة للتبرع حيث يتولى القائمون على بعض المطاعم إفطار صائمين من خلال ما يتم جمعه من تبرعات وهل يكفي حسن الظن بالقائمين على المطاعم في مثل هذا العمل الخيري لنتسابق في بذل التبرعات لهم والله وحده يعلم مصير بعض هذه التبرعات فربما استثمرت في تموين عمليات إرهابية داخلية أو خارجية أو دعم منظمات إرهابية كذلك.

بقي أيضاً ضرورة إجراء منع المؤسسات الخيرية من ذات العمل إلا بإذن رسمي ومتابعة دقيقة من جهات الاختصاص حيث تكثر شيكات التبرعات لإفطار صائمين داخل البلاد وخارجها حيث تكثر صناديق جمع التبرعات في المواقع ذات الأهمية والتجمعات الكبيرة، وأخص الساحات بقرب الحرمين الشريفين وغيرهما وبعضاً من هذه المؤسسات قد عرفت واشتهرت بحزبيتها المقيتة وموالاتها لبعض الجماعات الحزبية الوافدة، وبالتالي لن تألو جهداً في أن تقدم لمنظماتها وعلى نفقة محبي الخير ومن بند تفطير الصائم نصيب الأسد من تبرعاتها.

رمضان وقضية جمع التبرعات بحجة إفطار الصائم مع ما نعيشه من قضايا الإرهاب وخلايا التكفير والتفجير التي لم تمنعها حرمة الزمان والمكان من اتخاذ أوكار للفساد والإفساد والقتل والتفجير حتى في أقدس الأماكن وأطهر المواقع قضية تحتاج تكاتف المواطن الصادق في وطنيته مع المسئول الأمين المخلص في وظيفته ليتم القضاء جملة وتفصيلاً على استثمار المواسم الخيرية لدعم الإرهاب وتتم محاصرة منظمات ومؤسسات أحياناً ربما تكون وهمية تستثمر دون خوف من الله تعالى موسم رمضان وروحانياته في خدمة أهدافهم الدنيئة وأغراضهم الحاقدة ومنها تموين الإرهاب داخلياً وخارجياً.

جريدة الرياض – الجمعه 2 مضان 1428هـ – 14 سبتمبر 2007م – العدد 14326.


شارك المحتوى: