بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق (2)

سالم بن سعد الطويل

بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق (2)

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذا المقال الثاني في بيان منهج الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أردت به الذبَّعن السلفية الحقّة لكي لا تختطف من قِبل الإخوان المسلمين!! وإنما كتبت هذه المقالات على إثر مقابلة أجرتها جريدة “الوطن” مع الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والتي لقبه بها المحاور بـ «شيخ سلفية الكويت»!! فأقول وبالله أستعينوعليه أتوكل وإليه أنيب:

وجّه المحاور سؤالاً للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق هذا نصه: ما رأيك كسلفي في ثورة المصريين ضد حاكمهم ونظامه؟ فكان جوابه عفا الله عنه كالآتي:

شباب مصر قاموا بأنظف وأفضل ثورة وجدت في التاريخ، فلا توجد ثورة في التاريخ القديم أو المعاصر في النظام والأخلاق والأدبيات والأهداف التي قامت من أجلها وفي الأسلوب الذي اتبعته، الناس لم تر طول تاريخها صورة لا يقوم فيها الثوار بالاعتداء على الناس وسفك دمائهم وتخريب الممتلكات بالعبث أو غيره، ثم يجتمع فيها أطياف المجتمع المصري في تناسق وتنسيقوأدب وخلق على هذا النحو! هذا أمر غير مسبوق…. لكن الثورة المصرية خرجت لتزيح الحاكم وتنادي بنظام ديموقراطي” انتهى كلامه بحروفه.

أقول: هذا الكلام ليس عليه نورُ الكتاب والسُّنَّة ولا تظهر عليه رائحةُ السلفية وفيه مغالطات كثيرة، وانظر ما قاله المحاور ومن غير قصد لما قال: “ما رأيك كسلفي” وهذا الخطأ الشائع، فالكاف للتشبيه ولا معنى لها هنا إذ المناسب أن يقول ما رأيك بصفتك “سلفي” لا أن يقول “كسلفي” أي كأنك سلفي.

أقول: فهذه “رمية من غير رامٍ” وهذه هي الحقيقة، فالشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ليس سلفياً في منهجه، بل هو إخواني كما قال عنه الشيخ العلامةالألباني – رحمه الله تعالى – “انحرف إلى طريق الإخوان المسلمين“.

نعم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق نشأ في مصر ووالده رحمه الله تعالى بين الإخوان المسلمين ثم انتقلا إلى المدينة المنورة وهناك تأثر بعلماء أهل السنةواستفاد منهم، ثم جاء إلى الكويت وكان عمره ما بين العشرين والثلاثين،والتحق بالإخوان المسلمين في الكويت ثم اختلف معهم في بعض المسائل، ثم اعتزلهم واجتمع حوله بعض شباب الكويت فما لبث إلا سنوات قليلة حتى رجع إلى منهج الإخوان المسلمين حيث التحزب والبيعة الدعوية والتنظيم الهرمي والسمع والطاعة والتغلغل في السياسة. وهذه الحقائق إذ أكشفها لمن لم يعايشها هي معروفة لكثير ممن عاشها وأدركها وبوضوح تامففي زمن مضى قَدِم الكويت من المدينة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والشيخ الدكتور عمر الأشقر وشيخنا أبو يوسف عبد الرحمن بن يوسف عبد الصمد رحمه الله تعالىوآخرون.

فأما الشيخ الدكتور عمر الأشقر فكان وما زال مع الإخوان المسلمين، وأما الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق فتظاهر بالسلفية وربما كان على شيء منها، لكنه مغرم جداً بمنهج الإخوان المسلمين ويربي الشباب الذين حوله على ذلك المنهجوأما الشيخ عبد الرحمن بن يوسف عبد الصمد فكان سلفياً صاحبَ سنةٍ، ومتأثراً جداً بمدرسة الشيخ المحدِّث العلّامة محمد ناصر الدين الألباني، فكان الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق يتضايق منه جداً، وبطريقة أو أخرى وبالتعاون مع الإخوان المسلمين بقصد أو بغير قصد أبعدوه رحمه الله تعالى عن ساحة الدعوة في الكويت إلى قرية “الوفرة، وكانت آنذاك منطقةمقسومة بين الكويت والسعودية، وكنت على اتصال دائم به وبعض الإخوة من الشباب وكان يقول لنا وبكل صراحة “إخواننا هم الذين أبعدوني من الكويتويريدون بقائي في الوفرة“.

والغريب والعجيب أن الشيخ أبا يوسف عبد الرحمن بن يوسف عبد الصمد – رحمه الله تعالى – كان يقول لنا: “عبد الرحمن عبد الخالق من الإخوان المسلمين وأخشى على الدعوة السلفية منه”، وكان يقول هذا قبل ما يقارب 30 عاماً، وفعلاً بعد وفاة الشيخ أبي يوسف بأقل من سنتين بدأنا نرى حقيقة إخوانية عبد الرحمن عبد الخالق ثم انتشر كلام الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى – بأن عبد الرحمن عبد الخالق انحرف بالسلفيين إلى طريق الإخوان المسلمين فحزّبهم وأقحمهم في السياسة، والله المستعان.

عودة إلى كلام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق عن ثورة مصر فأقول:

قول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق “شباب قاموا بأنظف وأفضل ثورة وجدت في التاريخ” فأقول: أي تاريخ يا شيخ عبد الرحمن؟ هل تقصد تاريخ الكفّار؟أم تاريخ الخوارج؟

أما الإخوان المسلمون فقد علم القاصي والداني- ولم يعد أمرهم يخفى على أحد – أنهم طلاب سلطة وكراسٍ، ولا يهمهم أن يركبوا أي سبيل للوصول إلى الحكم أو المشاركة فيه، بل ما قامت دعوتهم وتأسست على يدي مؤسسيها إلا من أجل الحصول على الحكم، لكن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق الذي يدّعي السلفية ولقبه المحاور بـ “شيخ سلفية الكويت” يفترض فيه ألا يتكلم ولا يقرر في مسائل عظيمة مثل هذه إلا بدليلٍ من الكتاب والسُّنَّة وآثارٍ عن سلف الأمة.

فأين الأدلة على مشروعية المظاهرات والانقلابات والثورات؟ فالسلفي بحق هو الذي لا يحرك ساكناً ويسكن متحركاً إلا بدليل من الكتاب والسُّنَّة ويشترطفي كل دليل أن يكون صحيحاً صريحاً وإلا كان مجرد شبهة<


شارك المحتوى: