امرأة تعيش في بلاد الكفر ومات زوجها، وليس معها محرم، هل يجوز لها السفر بدون محرم؟


يقول السائل: امرأة تعيش في بلاد الكفر، وزوجها على فراش الموت، وسيتم دفنه في بلاد الغرب، لكن ليس لديها محرم حين يتم نقله إلى بلاد الإسلام، وتسأل الآن عن حكم السفر بدون محرم في هذه الحالة؟

الجواب:

يُقال: إن كان لها بيتٌ وهي آمنة فإنها تعتد في البيت الذي مات فيه زوجها، هذا هو الأصل.

لكن إذا كانت غير آمنة على نفسها ببقائها في مثل هذا البيت، فإن لها أنت تنتقل إلى بلاد الإسلام، وإن وُجد محرم يأتي إليها ويأخذها فهذا الأصل وهو الواجب، فإن لم يوجد المحرم فإنها تنتقل من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام.

ثم إذا كان البيت آمنا فإنها تعتد فيه أربعة أشهر وعشرًا، ثم بعد ذلك إن وُجد محرم يأتي ويأخذها ويُسافر بها إلى بلاد الإسلام، فهذا واجب، وإن لم يوجد فتسافر إلى بلاد الإسلام ولو بدون محرم، وإن كان سفر المرأة بلا محرم محرمًا لما في الصحيحين من حديث ابن عباس وأبي سعيد وغيرهما، لكنه ممنوع سدًا للذريعة، والقاعدة الشرعية التي قررها شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أهل العلم، أن ما مُنع سدًا للذريعة جاز للمصلحة الراجحة.

فعلى هذا إذا لم تجد محرمًا فإن لها أن تُسافر على التفصيل المتقدم بأن تعتد في بيتها في بلاد الكفر أو أن تنتقل إلى بلاد الإسلام.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.


شارك المحتوى: