المخطط الصفوي بقيادة حسن الصفار ضد بلاد الحرمين

عايد بن خليف الشمري

المخطط الصفوي بقيادة حسن الصفار ضد بلاد الحرمين الشريفين حماها الله تعالى

الحركة الصفوية في بلاد الحرمين الشريفين البناء الشامخ المملكة العربية السعودية تقرر عندها وضع مخطط سياسي وثوري على النحو الآتي :-

القسم الأول :- ثوري يعتمد العمل السري والثوري ولغة الثأر وخطابها الكربلائي المتضمن لثقافة المواجهة المسلحة والقيام بالأعمال التخريبية والإرهابية وكل أمر من شأنه نشر الفوضى والإخلال بالأمن وزعزعة استقرار الوطن لخدمة مصالح السياسة الإيرانية في المنطقة بتحقيق الهيمنة على منطقة الخليج العربي القائمة على ضعف دوله .

ويتم ذلك بإيجاد جيوب ثورية وخلايا إرهابية تعمل على ضرب أمن واستقرار دول الخليج من الداخل مما يؤثرعلى صلابة الجبهة الداخلية لهذه الدول والتي عليها تنبني قوة ومتانة الجبهة الخارجية عسكرية كانت أو سياسية.

ومايقوم به الجناح الثوري للحركة الصفوية في بلاد الحرمين حماها الله تعالى من كيدهم من أعمال ثورية وإرهابية يوظفه المنتمون للجناح السياسي لرفع سقف المطالب السياسية.

والجناح السياسي للحركة الصفوية في السعودية له تنسيق مع الحركة الثورية وفق عمل الحزب الواحد المتعدد الأجنحة.

ولعل حسن الصفار هو عراب هذه الخلطة السياسية الثورية المغلفة بتقية الوطنية فيما يستقل محمد فوزي السيف بالجانب الثوري ووضع المخطط الثوري للتنظيم السري كما في كتابه(عن الجهاد والثورة في حياة أهل البيت)

القسم الثاني :- الجناح السياسي الذي يقوم على محورين :-

الأول :- يحمل شعار العمل السياسي الإسلامي وفق منظومة الحركات الإسلامية السياسية عن طريق المطالبة بالديمقراطية والتعددية السياسية وحرية التعبير وفتح المجال لإنشاء الأحزاب السياسية.

ويلتقي هذا القسم تقية مع حركة الإخوان المسلمين في تحالف مؤسس على تقاطع المصالح كعمل سياسي حركي يعتمده كل من الفريقين في المرحلة الراهنة لمواجهة خصم مشترك متمثل بدولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية حفظها الله تعالى دعوة و قيادة وشعبا من كيد أعدائها ومكرهم .

ويؤكد ذلك كتابات زكي أحمد الميلاد وكتابات حسن الصفارالأخيرة التي تصب في هذا الإتجاه .

الثاني :- من محاور الجناح السياسي الشيعي قيام مجموعة من النخب الشيعية ضمن منظومة الطرح السياسي الليبرالي المطالب بالملكية الدستورية في المرحلة الراهنة وتطبيق الديمقراطية في العملية السياسية مما يسمح بالتعددية السياسية وقيام الأحزاب السياسية وفتح المجال لإنتخابات برلمانية يشكل على إثرها برلمان منتخب ، تقوم لأكثرية فيه بتشكيل حكومة تتولى إدارة الحكم في البلاد وفق دستور يعطي صلاحيات الحكم الكاملة للحزب الفائز أوالأحزاب المتحالفة إذا تعذر وجود الأغلبية المنتمية للحزب الواحد.

وتكون مهمة الملك مهمة تشريفية لمباركة الحكومة القائمة ولا سلطة له عليها بل هي المتسلطة عليه والتي تخصص له عائدا ماليا يضمن له معيشته كما هو الحال في النموذج البريطاني.ولعل سعيد علي العوامي ونجيب الخنيزي وتوفيق السيف يمثلون هذا التيار الشيعي الليبرالي .

وفي حال نجاح الليبراليين يتم تنحية الشريعة الإسلامية عن القضاء والحكم لتعارضها مع دستور يفتح المجال للحرية السياسية والفكرية والإقتصادية والأخلاقية وفق المنظور الليبرالي للحريات الشخصية.

ويتحقق بذلك نجاح التيار الشيعي السياسي والثوري بالتخلص من المرجعية الشرعية السنية كدستور للبلاد ومصدر وحيد لأحكامه مما يفتح لهم الباب على مصراعيه لممارسة طقوسهم ونشر دعوتهم في وسط دولة التوحيد والسنة . وهذا يمهد بدوره مع الزمن لحكم البلاد عبر اللعبة الديمقراطية والفوز بالإنتخابات البرلمانية كحزب أوحد،أو حزب شريك بنسبة تجعله يفرض رؤيته الشرعية والسياسية عبر مايسمى بالسلطة الشرعية المتمثلة بالبرلمان المنتخب.

لقد تأكد لنا مايخطط له التيار الشيعي بقسميه الثوري والسياسي في العمل على إسقاط دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية سواء بسلاح الديمقراطية والليبرالية أو بسلاح الثورة المسلحة .

وفيما يلي سوف يتم الكشف عن القسم المتعلق بالعمل الثوري لخطورته وأهميته

المتمثلة في العمل على سقوط دولة التوحيد والسنة بلاد الحرمين الشريفين البناء

الشامخ المملكة العربية السعودية حفظها وحماها الله تعالى دعوة وقيادة وشعبا ورد

كيد أعدائها الظاهرين والمتسترين في نحورهم،وجعل تدبيرهم تدميرا لهم .

الجناح الثوري الصفوي

يقوم العمل الثوري وتنظيمه السري بكسب شرعيته وفق المنظور الصفوي لمؤسسيه على مقدمتين وهماكالتالي :-

المقدمة الأولى: – الحكم بكفر الدول السنية في القديم والحديث وعدم شرعيتها وبطلان حكمها ووجوب إسقاطها.

المقدمة الثانية : – شرعية الدول الرافضية في القديم والحديث ونفاذ حكمها والحكم بإسلاميتها وعدالتها ووجوب حمايتها والدفاع عنها .

والنتيجة : – مشروعية العمل الثوري المسلح ضد كل ماهو كافر غير شرعي ووصفه بالجهاد في سبيل الله تعالى ،ووجوب السعي لقيام الحكم الإسلامي المتمثل بالمعتقد الرافضي الصفوي .

وفيما يلي الأدلة على المقدمة الأولى وهي تقرير كفر الدول السنية قديما وحديثا :-

(1)-قال حسن الصفار:-( فقد أصبح معاوية أميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين وبدأ في تطبيق برنامجه الجاهلي) من كتاب :-الحسين ومسؤولية الثورة ص/15

(2)-قال حسن الصفار:-( وبجهود معاوية البغيضة وخططه الجاهلية فقدت الأمة الإسلامية وحدتها وتماسكها ) كتاب الحسين ومسؤولية الثورة ص/18

(3)-ويقول حسن الصفار:-(كان معاوية ينفق الأموال على لذاته وشهواته ولترفيه أسرته الحاكمة ولشراء الضمائر وتدعيم عرشه) -الحسين ومسؤولية الثورة ص/22

(4)-وقال حسن الصفار:- ( وحتى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله والذين يؤمل منهم الدفاع عن الحق والعدل والتصدي للباطل والظلم،إلا أن بعضهم مع

الأسف سقطوا في هاوية المصالح والإجرام وصاروا يستغلون صحبتهم للنبي واحترام الأمة لهم يستغلون ذلك في إختلاق الأحاديث في مدح الحكام الجائرين وينسبونها زورا وافتراء إلى رسول الإسلام ) من كتاب الحسين ومسؤولية الثورة ص/30-31

(5)-ويقول حسن الصفار في الصحابة:- ( على أكتاف هؤلاء وأمثالهم قام الحكم الأموي ويقوم كل حكم جائر فهم أعداء الجماهير لايعجبهم أن تسود العدالة وأن يسيطر الحق لأنهم حينذاك لايستطيعون تحقيق مصالحهم وأهوائهم ولذا فموقفهم مصلحي ظالم ) من كتاب الحسين ومسؤولية الثورة للصفار ص/ 31

(6)- طعن وسب وتكفيرللصحابة.يقول حسن الصفار:- ( ولقد أبدع الحكم الأموي في إختراع العديد من الأساليب الملتوية في هذا المجال فاستقطب معاوية مجموعة من الصحابة ورجال الدين وأغراهم بالمال والمناصب وطلب إليهم القيام بهذه المهمة الخبيثة:تضليل الناس وتخديرهم دينيا فصار أولئك العملاء يتبارون في إختلاق الأحاديث الكاذبة على رسول الله صلى الله عليه وآله والتي تحذر من التمرد على أوامر السلطة مهما كان اتجاهها لأن ذلك يعني إنشقاق الأمة وتفرقة المسلمين.فهذا أحدهم يحدثنا قائلا :قال رسول الله صلى الله عليه وآله إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها قالوا فماذا تأمرنا يارسول الله ؟ قال صلى الله عليه وآله : أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم!

وينبري صحابي آخر فيقول :سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبرعليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية ! ويأتي صحابي ثالث فيروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ستكون بعدي هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمرهذه الأمة وهي جمع فاضربوه بالسيف كائنا ماكان) حسن الصفار من كتابه الحسين ومسؤولية الثورة ص/32-33

وذكر حسن الصفار مراجع الأحاديث في ص/42 من كتابه الحسين ومسؤولية الثورة

وعزاها إلى البخاري ومسلم وجواب أهل السنة لمحمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

(7)-الطعن والسب الشديد من حسن الصفار الصفوي في الصحابي عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يقول الصفار :-(إن عبدالله بن عمرفي موقفه هذا يعبر لنا عن خلفية قطاع كبير من الخانعين والمستسلمين للواقع الفاسد)الحسين ومسؤولية الثورةص/36

وبعد أن حكم حسن الصفار الرافضي الصفوي بكفر وجاهلية الصحابي الجليل معاوية ابن سفيان رضي الله عنه وكفر وجاهلية الدولة الأموية التي أقامها ،لاغرابة أن يحكم على كل الدول السنية قديما وحديثا بالكفرمن باب أولى.

(8)- فيقول حسن الصفارمبينا حكمه :-(أما في عصور السلطات المنحرفة كالأمويين والعباسيين والعثمانيين وأمثالهم فقد استغلت منابر التوجيه الديني لخدمة مصالح السلطة وتكريس وجودها ) من كتاب:-الحسين ومسؤولية الثورة ص/107-108

(9)- ويقول حسن الصفار 🙁 فكانت الحكومات الأموية والعباسية وماشاكلها تستغل المساجد والمناسبات الدينية التي تلقى فيها الخطب والقصائد الشعرية لإضفاء الشرعية على الحكم ، وتبرير ممارساته وأعماله ،والسلطات الحاكمة في أغلب بلاد المسلمين الآن تسير أيضا على نفس هذا النهج ) من كتاب :-الحسين ومسؤولية الثورة.ص/108

(10 )- ويقول حسن الصفار( فالخطيب الحسيني الصادق هو الذي يشعر بآلام مجتمعه ويعي لمخططات الأعداء التي تحاك ضد خط أهل البيت (عليهم السلام ) وبالخصوص في هذه المرحلة الحاسمة من الصراع مع أئمة الكفرالذين سيطروا على سدة الحكم والإعلام والثروة .

فلابد أن ينتبه الخطيب لدوره الخطيرويؤديه بالصورة التي ترضي الله والإمام الحسين (عليه السلام ) وترفع ظلامته وظلامة شيعته بنشر أهدافه ومبادئه والعمل على تحقيقها. ) من كتاب:- الحسين ومسؤولية الثورة .ص/116-117

الأدلة على المقدمة الثانية وهي الحكم بمشروعية وإسلامية الدول الرافضية قديما وحديثا :-

أولا / الدولة الصفوية :-

وعند مدح حسن الصفار للرافضي محمد باقر المجلسي(1037ه—1111ه ) صاحب كتاب بحار الأنوار.

يقول الصفار:- (وكان شيخ الإسلام في عاصمة الدولة الصفوية حيث كان السلطان الصفوي يعتمد على رأيه ومشورته ويوكل إليه العديد من المهام ) من كتابه:-علماء الدين قراءة في الأدوار والمهام ص/41- 42

ويقول حسن الصفار في المجلسي :- ( وكان سندا كبيرا دينيا قويا للحكم الصفوي ) من كتابه :-علماء الدين قراءة في الأدوار والمهام.ص/122

ثانيا / الدولة القاجارية :-

يبين لنا حسن الصفار مكانة الرافضي جعفر الكبير النجفي (1154-1227ه) صاحب كتاب كشف الغطاء في عهد الحكم القاجاري مشيدا بدوره فيقول الصفار :- ( وقد قام بدور التوجيه والإشراف على مسار الحكم القاجاري في إيران ، وخاصة في عهد فتح علي شاه (1797-1834م/1212-1250ه )،وقد بلغ مستوى العلاقة بين الفقيه كاشف الغطاء والحاكم فتح علي شاه أن أجاز الفقيه للحاكم ممارسة الحكم وإدارة شؤون الحرب إجازة خطية، أثبتها في كتابه كشف الغطاء ضمن باب الجهاد.) من كتابه :- علماء الدين قراءة في الأدوار والمهام.ص/122

ثالثا / الدولة الإيرانية الحديثة التي أسسها الهالك الخميني.

يقول حسن الصفار الرافضي :- ( وفي عصرنا الحديث تتألق الثورة الإسلامية في إيران ،والتي قادها الإمام الخميني،رحمه الله ،كأروع نموذج لتصدي الفقيه لشؤون الأمة وممارسته لدور القيادة الناجحة فقد أسقط ، بثورته المباركة أعتى حكومة استبدادية في المنطقة ، وقاد أعظم حركة جماهيرية في التاريخ، وأسس أول جمهورية إسلامية عصرية). من كتابه :- علماء الدين قراءة في الأدوار والمهام ص / 120-121

قال أبو عبدالله :- فتلخص لنا مما نقلناه آنفا أن حسن الصفار الصفوي الذي ينادي بالتعايش السلمي ويدعو إلى سن قانون يجرم التحريض على الآخر المخالف ، إنما من باب ( التقية ) .

والحقيقة من كتبه وقوله بخلاف ذلك .

وبناء على كل من المقدمة الأولى وهي كفر الدول السنية وعدم مشروعيتها والمقدمة الثانية وهي الحكم فقط بإسلام دول الرفض. فإن النتيجة التي تتقرر مشروعية ووجوب السعي لإسقاط الدول الإسلامية السنية الغير شرعية والكافرة ،ووجوب إقامة دولة الرفض الصفوية محلها.

وختاما :- أسأ ل الله عزوجل أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم وأن يرضى عني ويغفر لي ولوالدي وذريتي ولجميع المسلمين.

اللهم احفظ بلاد التوحيد والسنة بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية دعوة وقيادة وشعبا وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه.

كتبه :-الفقير إلى عفو ربه الرحيم / عايد بن خليف السند الشمري


شارك المحتوى: