المحافظة على الأولاد أيام الاختبارات

د. يوسف بن محمد السعيد

المحافظة على الأولاد أيام الاختبارات

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّه…

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إلَيْهِ.

عِبادَ اللَّهِ: إِنَّ الْأَوْلَادَ أَمَانَةٌ نَحْنُ مَسْؤُولونَ عَنْهَا، وَإِنِّ الْحِفَاظَ عَلَيْهِم وَاجِبٌ عَلَى مَنْ اسْتَرْعَاه اللَّهُ ذَلِك يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } وَيَقُولُ تَعَالَى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}

وَيَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيْمَا رَوَاهُ الشَّيْخَانِ: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِى مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) وَإِنَّ أَيَّامَ الِاخْتِبَارَاتِ أَيَّامٌ يَنْشَطُ فِيهَا أَهْلُ الْفَسَاد؛ لِإِفْسَادِ أَوْلَادِكُم مِن بَنِينَ وَبَنَاتٍ، لِخُرُوجِهِم فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ، وَاشْتِغَالِكُمْ بِأَعْمَاِلكُمْ ، وَعَدَمِ تَمَكُّنِكُمْ مِنْ الْمَجِيءِ إِلَى الْمَدْرَسَةِ، فَرُبَّمَا عَرَضُوا عَلَيْهِم الذَّهَابَ مَعَهُم إِلَى أَمَاكِنِ الْعَبَثِ بِالْمَرْكَبَاتِ، أَوْ المَقَاهِيْ و الْمَطَاعِمِ أَو غَيْرِهَا، وَإِعَادَتَهُ إِلَى بَيْتِهِ بَعْدَ ذَلِكَ أَو إِلَى الْمَدْرَسَةِ، قَاصِدًا مِنْ ذَلِكَ إفْسَادَهُ، وَقَدْ يَفْرَحُ الْأَبُ بِذَلِكَ لأَنَّهُ وَجَدَ مَنْ يَكْفِيْهِ مَشَقَّةَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَعْرِفْ حَالَ هَذَا الشَّخْصِ مِنْ حَيْثُ دِيْنُهُ وَخُلُقُه.

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ مِنْ الْآبَاءِ مَنْ يَكُونُ سَبَبًا لِفَسَادِ أَوْلَادِه؛ فَهُوَ يَتَهَدَّدُهُمْ بِالضَّرْبِ وَيَتَوَعَّدُهُمْ بِأَقْسَى عِقَابٍ إِنْ لَم يَتَجَاوَزُوا الِاخْتِبَارَ أَو لَم يَأْتُوا بِمَا يُرْضِيْهِ مِنْ مُسْتَوَى، فَيَنْشَطُ أَصْحَابُ الْمُخَدَّرَاتِ مَعَهُم زَاعِمِينَ أَنَّ أَخَذَ شَيْءٍ مِنْهَا يَزِيدُ التَّحْصِيلَ الْعِلْمِيَّ، وَيَمْنَعُ النِّسْيَانَ، وَكَذَبُوا فِي ذَلِكَ، بَلْ الْمُخَدَّرَاتُ مُفْسِدَةٌ لِلْعَقْلِ، وَالْعِرْضِ، مُذْهِبَةٌ لِلدِّيْنِ وَالدُّنْيَا.

إِنَّ سَلَامَةَ الِابْنِ فِي دِيْنِهِ وَ عِرْضِهِ وَعَقْلِهِ خَيْرٌ مِنْ كُلِّ شَهَادَةٍ يَنَالُهَا، وَلَنْ يَنَالهَا ، فَاتَّقُوا اللهَ فِي أَوْلَادِكُم وَلَا تُفَرِّطُوا، فَتَنْدَمُوا بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَاتَ حِيْنَ مَنْدَمِ. بَارَكَ اللهُ

 

الْحَمْد لِلَّه عَلَى إحْسَانِه…

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّه عِبَادَ اللهِ

إِنَّ مِنْ مُدِيْرِي الْمَدَارِسِ وَالْمُعَلِّمِيْنَ مَنْ يُوَفِّقُهُ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ، فَتَرَاهُ يَنْشَطُ مَعْ الطُّلَّابِ مُحْتَسِبًا الْأَجْرَ فِي ذَلِكَ، فَهُوَ يُهَيِّءُ لَهُم الْمَكَانَ الصَّالِحَ لِيَقْضُوا فِيْه وَقْتَهُم بَعْدَ اخْتِبَارِهِمْ، مُتَابِعًا لَهُم، مَانِعًا مِنْ وُصُولِ الشَّرِّ إلَيْهِم، وَهَذَا عَمَلٌ صَالِحٌ، وَدَعْوَةٌ إِلَى الْخَيْرِ، يَقُوْلُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ }وَيَقُولُ تَعَالَى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا}

فَاجْتَهِدُوا رَحِمَكُم اللَّه فِي ذَلِكَ، وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ، فَهِي أَيَّامٌ قَلِيلَةٌ تَعْمَلُوْنَهَا لَكِنَّهَا أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ مُتَعَدٍّ نَفْعُهَا.

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى خَيْرِ خَلْقِ اللهِ


شارك المحتوى: