المجموعة (1033)


يقول السائل: امرأة تراجع القرآن عبر الهاتف، وزوجها يأمرها بترك المراجعة بالهاتف، وهي تراجع مع نفسها لكن لا تتشجع إلا مع المراجعة بالهاتف، فهل للزوج شرعًا منعها؟ وهل إذا رفضت تكون عاصية؟ مع العلم أنه مسافر وهي لا تقصر مع أولادها وبيتها؟

الجواب:
الأصل فيما يأمر الزوج به زوجته أن تطيعه، فإن الزوج سيد كما سماه الله في القرآن، قال سبحانه: ﴿فألفيا سيدها لدى الباب﴾.

فإذن الأصل فيما بأمر به الزوج أن تُطيعه الزوجة، لكن إذا ثبت أنه أمر بأمر لا مصلحة له فيه ويُفوت عليها مصلحة فإنها لا تطيعه، فإذا قُدر أن مراجعتها بالهاتف ليس فيه تقصير في حقه ولا حق البيت ولا حق الأولاد، فلا تطيعه، وغالبًا الزوج لا يمنع عن مثل هذا إلا لسبب، وقد تكون مقصرة وهي تظن أنها غير مقصرة.

فالمقصود العاقل خصيم نفسه، والله يقول: ﴿بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره﴾، فإذا ثبت أن أمره لا يُفوِّت حظًا له ولا لأولاده ولا للبيت وفيه مصلحة لها، فإنه لا طاعة للزوج في ذلك، أما إذا ثبت أن فيه ضررًا أو تفويت حظًا له وللبيت وللأولاد إلى غير ذلك، فيجب عليها أن تطيعه.

يقول السائل: رجل يتجار ويكذب في سلعته، وهو يعلم أن هذا لا يجوز لكنه يستمر في كذبه. يعني أنه كان يذكر رأس مال بضاعته بكذا وهو ليس كذا، مثلًا يقول التاجر للزبون: هذا اللباس رأس ماله مائة ريال. مع أن رأس ماله خمسين ريالًا …إلى آخر السؤال، وذكر أنه ربح أرباحًا كثيرة على ذلك وأن هذا غش، فماذا يعمل به؟

الجواب:
إذا كان يعلم الأقوام الذين غشهم فيجب عليه أن يُرجع المال إليهم، وإذا لم يعلمهم فليتصدق بالمال بنية أنه لهم، فإن ما فعله السائل غش وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد روى مسلم من حديث أبي هريرة وأنس أن النبي ﷺ قال: «من غش فليس مني» وقال: «من غشنا فليس منا». فينبغي أن يتقي الله التاجر وأن يحذر مثل هذا.

يقول السائل: ما حكم مسلم يؤمن بنظرية داروين ويحاول الجمع بينها وبين الشريعة بتكلف واضح؟

الجواب:
نظرية داروين نظرية كفرية، فهي مخالفة للقرآن، فإن نظرية داروين مما تدعو إليه وتُقرره أن أصل الإنسان قرد، وقد أخبر الله أن أصل بني آدم هو آدم -عليه السلام- وأن الله خلقه، إلى غير ذلك، فهي نظرية كفرية لأسباب منها هذا السبب.

فلذا لا تجتمع مع الشريعة الإسلامية، فمن حاول أن يجمع بينها وبين الشريعة الإسلامية بتأويل يُعذر به ويُعلم أن الأمر ملتبس عليه فإنه لا يُكفَّر، أما إذا لم يكن الأمر كذلك وإنما اعتمد هذه النظرية وأتى بأعذار واهية، فإنه يُكفَّر لأنه مُكذِّب للقرآن، والتكفير وعدمه يرجع إلى أهل العلم لا عامة الناس.

وينبغي للمسلمين أن يتقوا الله ويلتزموا كتاب الله وسنة النبي ﷺ وألا ينخدعوا بنظريات الغرب ولا بمادياتهم وتأصيلاتهم العقلية، فإن ما خالف منها الكتاب والسنة إذا دُقق فيه فهو خطأ قطعًا، لكن كثيرًا من الناس يغتر بزخرفة الحضارة والتقدم الغربي.

مع أن الأيام بيَّنت أنهم ليسوا كذلك، وأنهم فشلوا في أشياء كثيرة، وأن بلاد المسلمين في تقدم وهم على خلاف ذلك، لكن يأبى بعض الناس إلا الإعجاب بالغرب للإعلام الذي يُضخمهم ويُكبر منهم، إلى غير ذلك من الأسباب.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.


شارك المحتوى: