الكفر في بيوتنا، ومطالعة برج الثور ولأسد

د. عبدالعزيز بن ريس الريس

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أما بعد:

فقد شاع في هذه الأزمان الافتتان عند بعض المسلمين بالسحرة والكهان والعرافين عبر القنوات ومواقع الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، فلا يعلم إلا الله كم خدع الشيطان من أناس فأدخلهم في حزبه الهالكين بعد أن كانوا من حزب الله المفلحين بهذه القنوات ومواقع الشبكة العنكبوتية التي قربت السحر والدجل لعموم من استجاب لإبليس ووقع في شباكه.

واعلموا أيها المسلمون أن ربكم وصف السحرة بأنهم عن الفلاح محرومون فقال: ﴿وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾ [طه: 69]، وبين أن السحر كفر وخروج من الدين ويجعل العبد بعد إسلامه من المشركين الكافرين كأبي جهل وأبي لهب قال تعالى ﴿سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 101] ثم قال في آخر الآية ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾.

(خلاق): أي نصيب وحظ، بل قد أوضح نبيك محمد صلى الله عليه وسلم أن مجرد إتيان الكهنة العرافين والسحرة محرم، كما أخرج مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي أنه قال: يا رسول الله إن منا رجالاً يأتون الكهان قال: «فلا تأتهم».

ويدخل في ذلك مجرد مطالعة السحرة والكهان والعرافين والمنجمين وأصحاب الفنجال في القنوات ومواقع الشبكة العنكبوتية من غير تصديق ومن ذلك أيضاً مطالعة الأبراج كبرج الثور والأسد في بعض المجلات، أما من صدقهم فقد كفر كما ثبت عند أصحاب السنن عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» ﷺ.

وقد اتخذ السحرة في عصرنا هذا طرقاً جديدة للإيهام والتدليس وصاروا يخاطبون الناس عبر بعض القنوات الفضائية ويتصل بهم الناس على الهواء مباشرة فيخبرونهم عن بعض المغيبات مستخدمين تارة الأحجار الكريمة أو غيرها للإيهام والتدليس، وواقع الأمر أنهم سحرة قد استعانوا بالشياطين. ومن قوة إيهامه وتدليسهم أن بعضهم يحذرون في هذه البرامج من السحرة والمشعوذين لئلا يشك فيهم بل بعضهم يفتتح برنامجه بالقرآن والمواعظ !!

ومما يخطئ فيه بعض الناس ظنهم أن الساحر لا يستطيع أن يقرأ القرآن أو إذا قرئ عليه القرآن ولم يبطل عمله فهو دليل على أنه ليس سحراً وهذا الظن خطأ على الإطلاق فقد يُقرأ القرآن على الساحر و لا يبطل سحره فإن مما في صحيح البخاري أن الشيطان علم الصحابي الجليل أبا هريرة فضل آية الكرسي وأقره النبي ﷺ بقوله: «صدقك وهو كذوب».

كن أيها الموحد حذراً فكل من يخبرك عن المغيبات فلا تصدقه وفر منه فإنه ساحر أو كاهن وما قد يصدق فيه فهو فتنة لضعفاء الإيمان ممن لم يرد الله أن يهديهم.

ومن السحر المبين كثير مما يخرج في المسمى (بالسرك) من أكل النار والجمر أو خروج الأرانب والحمام وغيرها من طاقية صغيرة أو سحب سيارة بالأسنان أو إدخال سيخ حديد في العين فينثني ولا تصاب العين بسوء وهكذا…، فلا تغتر بتسمية هذه الأفعال بأسماء أخرى كخفة اليد أو البرمجة العصبية أو غيرها من الأسماء، ولا تغتر بأن بعض القائمين بها ذووا لحى ليروج لهذه الأفعال على عامة الناس فكم من ذي لحية كذاب أو جاهل مخدوع، وليس معنى هذا القدح في اللحية فإنها زينة للرجال وهدي لرسولنا صلى الله عليه وسلم وإنما القدح والعيب على من جعلها ستاراً لسحره.

فالحذر الحذر أيها المسلمون رجالاً ونساء وكونوا لتلبيس الشياطين متفطنين حتى لا يوقعكم في شباك السحر فتكفروا بالله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 د. عبدالعزيز بن ريس الريس

 المشرف على موقع الإسلام العتيق

  http://www.islamancient.com/

ذو القعدة / 1442هـ


شارك المحتوى: