الصلاة وواقع بعض المسلمين

د. عبدالعزيز بن ريس الريس

الصلاة وواقع بعض المسلمين

الحمد لله الذي جعل الصلاة ركنا من أركان هذا الدين والصلاة والسلام على رسول الله الذي جعل بين الإسلام والكفر ترك الصلاة وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

أما بعد..

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي رسول الله وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.

إن كل واجبات الدين تفرض على رسول الله صلى وهو في الأرض إلا عبادة واحدة لم تفرض عليه إلا بعد أن عرج به إلى السماء السابعة، أتدرون ما هذه العبادة إنها عبادة الصلاة .

فلم تفرض على الأمة إلا بعد أن عرج به إلى السماء السابعة صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين .

وهذا إن دل دل على أهمية الصلاة وعظيم شأنها في الإسلام قال سبحانه {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} فمفهوم المخالفة إن لم يقيموا الصلاة فليسوا إخوانكم في الدين .

وقال الله سبحانه يحكي عن حال من هم في سقر أي في النار {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }

ومن عظيم شأن الصلاة أن الشريعة أوجبتها ولم تسقطها حتى في حال قتال الكفار وجهادهم فشرعت صلاة الخوف .

قال جابر – رضي الله عنه -: قال النبي صلى الله عليه وسلم:” بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة ” أخرجه مسلم

وثبت عند أحمد وأصحاب السنن عن بريدة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” أي اليهود .

وفي حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص قال رسول الله عليه وسلم :” من حافظ على الصلاة كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة من النار يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة، وكان يوم القيامة مع قارون وهامان وأبي بن خلف “

وثبت عند الإمام أحمد من حديث علي رضي الله عنه: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم “

فتشديد الشريعة هذا التشديد يدل على أهمية الصلاة في الشريعة ولذلك شدد الصحابة الكرام في أمر الصلاة فقد ثبت في الموطأ عن عمر رضي الله عنه أنه قال :” لا إسلام لمن لا صلاة له “

وثبت عند ابن أبي شيبة عن عبدالله ابن مسعود أنه قال :” لا دين لمن لم يصل “

وثبت عند الترمذي عن عبدالله بن شقيق العقيلي رضي الله عنه أنه قال :” كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة “

إذا إخوة الإيمان الله الله أن نهتم بأمر الصلاة وأن نجاهد أنفسنا على هذا الركن العظيم الذي بلغ هذه المنزلة العظيمة في الشرع .

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله …………. أما بعد:

فقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان ” متفق عليه

هذا الحديث والأدلة المتقدمة دالة على عظيم أمر الصلاة في الإسلام حتى إنها لما فرضت على نبينا لما عرج به كان فرضها خمسين صلاة فخففها ربنا إلى خمس صلوات بأجر خمسين صلاة .

وكثير من المسلمين مع الصلاة على أحوال:

كثير منهم لا يصلي مع المسلمين في المساجد يسمع الأذان ثم الإقامة ثم قراءة الإمام للقرآن في الصلوات الجهرية وهو في لهوه ولعبه أو دنياه ولا يصلي مع المسلمين.

ومن المسلمين من يصلي في بيته فترك الصلاة مع الجماعة فضيع أجراً عظيماً.

ومن المسلمين من يترك الصلاة حتى يخرج وقتها وخروج وقت الصلاة كبيرة من كبائر الذنوب قال تعالى {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}

قيل لسعد بن أبي وقاص: أكانوا تاركين للصلاة ؟ قال: لو تركوها لكفروا، ولكنهم يؤخرون الصلاة عن وقتها .

فهذه الآية فيمن يصلي لكنها أخرها عن وقتها و(الغي) كما ثبت عند ابن جرير في تفسيره عن عبدالله بن مسعود: واد في جهنم .عافاني الله وإياكم

هذا فيمن يصلي لكن بعد خروج وقت الصلاة فكيف -إخوة الإيمان- بمن لا يصل يمر عليه الإسبوع والإسبوعان والشهر والشهران ولم يسجد لله ولم يصل لله .

إخوة الإيمان إن الأمر عظيم وإنه وللأسف قد شاع بين المسلمين وأبنائهم ترك الصلاة ، ومن أسباب ذلك تقصيرنا في دعوة المسلمين وأبنائنا وتقصيرنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فالله الله إخوة الإيمان أن نتقي الله وأن ندعو المسلمين للصلاة، ومن لا يصلي فليتق الله فإنه غدا واقفا بين يدي الله، والله وتالله وبالله سيهجم عليه هادم اللذات ومفرق الجماعات، وسيدفن وحده في القبر ويبعث ويحشر فما هو قائل لله في ترك صلاة خففت في العمل من خمسين إلى خمس.

اللهم وفقنا والمسلمين أجمعين للصلاة على خير حال .

اللهم اجعلنا من المتسابقين في الصلاة .

اللهم اجعل قلوبنا حاضرة خاشعة عند الصلاة .

اللهم وفق المسلمين بأن يصلوا لربهم ، اللهم من كان تاركا للصلاة أو مقصرًا فيها فوفقه يا رب العالمين أن يرجع إليك و يتوب .

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله


شارك المحتوى: